فيروس غامض ينتشر بسرعة البرق بين أهالي قرية دلجا، التابعة لمركز دير مواس أقصي جنوب غرب المنيا، ظهر قبل أيام في القرية المكتظة بالسكان، والتي لا تحظي بأي اهتمام صحي أو خدمي يذكر على حد تأكيد الأهالي، أصبح خطرًا يطاردهم وينتقل من شخص لآخر، دون أن يفرق بين كبير وصغير، في الوقت الذي مازالت مديرية الصحة تؤكد عدم وجود حالات بالمستشفيات بأعراض هذا الفيروس. وقال الدكتور فرج سعيد، طبيب ممارس بقرية دلجا، إن الفيروس ظهر قبل أيام بالقرية المكتظة بالسكان، ولم يتم تحديده بعد وأعراضه مثل أعراض الحمى العادية، وهي سخونة وإسهال وقئ وارتفاع في درجات الحرارة، وينتشر بسرعة في الأماكن المغلقة، والعدوى لا تفرق بين صغير أو كبير، فجميع الأعمار معرضة للإصابة بذلك الفيروس، والأمر يحتاج إلى تدخل الأجهزة الصحية لإجراء الأبحاث اللازمة لتحديد نوع الفيروس، موضحًا أن نسبة التماثل للشفاء بالنسبة للمصابين بالفيروس 100% بعد أن يحصل المصاب على الأدوية والمسكنات الخاصة بأعراض البرد، والإنفلونزا العادية ثم يتماثل للشفاء بشكل سريع. من جانبه قال محمد شوقي، شيخ قرية دلجا، إن هناك أعراض تشبه الحمى ظهرت بين عدد كبير من المواطنين، معظمهم من كبار السن، وذلك علي مدار العشرين يومًا الماضية، مرجحًا أن يكون وباء منتشر بينهم بسبب إهمال القرية وتردي الأوضاع الصحية. وأضاف “شوقي”، أن ما قالته مديرية الصحة بعدم وجود وباء غريب بقرية دلجا عارِ تمامًا من الصحة، فالوباء موجود بالفعل وينتشر بسرعة البرق بأرجاء القرية ومنذ فترة قصيرة، وأصيب به العديد من الأهالي من جميع الفئات العمرية وهو معدي، والمصابون بالمرض توجهوا للعيادات الخاصة لتلقي العلاج علي نفقتهم بعيدًا عن مستشفيات الصحة سواء بالقرية أو المركز نظرًا لعدم توفر أي خدمة طبية بهما، وجميع مستلزمات العلاج يقوم المرضى بشراؤها. وأكد بدر أنور سدراك، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار بالمنيا، تلقيه اتصالات من مواطنين بـ”دلجا”، يقولون أن هناك وباء يجتاح البلدة، ولا يميز بين صغير ومسن، والموضوع يحتاج تدخل من وزارة الصحة لأن العيادات الخاصة والأطباء لم يستطيعوا تحديد نوع المرض حتى الآن. ويقول محمد كامل أحد المصابين، أن الفيروس ظهر بالقرية منذ نحو شهر وأصيب به وجميع أفراد أسرته، وأبرز أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والقيء، وألم شديد في البطن، وانسياب في العظام يصل إلى حد عدم السيطرة على القدمين أثناء الوقوف، وتابع المرض ينتقل من شخص لأخر بسرعة البرق، و”محدش فاهم حاجة”. ومن جانبها، نفت الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، انتشار أمرض معدية وغامضة بالقرية أو امتلاء مستشفى الحميات بالمرضي. وأوضحت أن عدد سكان قرية دلجا يبلغ 80.539 نسمة، وعدد الحالات التي تم حجزها بالمستشفى من يوم 23-10 وحتى 27-10 من قرية دلجا 16 حالة فقط، وتلك الحالات من أماكن متفرقة بالقرية وتشخيصات مختلفة ومنها، “التهاب بالمسالك- نزلة معوية- نزلة برد- التهاب حاد بالحلق – اشتباه حمي مالطية- اشتباه حمي تيفودية – ونزلة قولونية”. وأضافت وكيل وزارة الصحة، أن 6 حالات خرجت من المستشفى، والحالات الأخرى حالتها جيدة، وتخضع للعلاج والملاحظة، مؤكدة أنه بالتقصي في العيادات الخارجية تبين أن متوسط عدد المترددين تقريبًا من قرية دلجا يوميًا من 20-25 حالة بتشخيصات مختلفة تم إعطائها العلاج بالعيادة الخارجية، علمًا بأن التردد من قرية دلجا على المستشفى في حدود المعدلات المسموح بها، فعدد المرضى الذين تم حجزهم بالمستشفى حتى اليوم 23 حالة، من كافة قرى ومدينة ديرمواس، وأن عدد الأسرة بمستشفى الحميات 44 سرير أي بنسبة إشغال 52% تقريبًا وذلك من عدد الأسرة.